الثالث من كانون الثاني 2014.. يومٌ لن ينساه السوريون لما حمله لهم من بشائر في العام الجديد.. ولن أقول أن البشائر هي نصر عسكري هنا أو هناك.. ولكنّه شيء أعمق من ذلك بكثير.. هو قدرة هذه الثورة على إعادة إحياء نفسها.. هو قدرة السوريين والسوريات على النهوض من تحت الركام لمتابعة مسيرهم نحو غايتهم.. هو الحلم الذي يأبى أن يموت..
اليوم.. وفي أولى جمع 2014.. سمعنا صدى هتافات قديمة.. لم نسمعها إلا نادراً خلال العام الماضي.. هتافات من العام الذي قبله.. والذي قبله… الله.. سوريا.. حرية وبس.. اليوم ارتفع علم الثورة من جديد بألوانه المتعدّدة.. وارتفعت صيحات “الله اكبر حريّة”، اليوم رأينا المتظاهرين مجدداً يهتفون بوجه الرصاص، ولافتات مبدعة تهزأ من المستبد وبطشه، واليوم عاد الناس والناشطون للشوارع ليثبتوا لمن في الداخل والخارج.. للنظام والمعارضة والشرق والغرب.. لايران وحزب الله وكتائب ابو الفضل العباس.. للقاعدة وداعش ومتطرفيها.. أنّ الشعب السوري لن يستبدل ظلماً بظلم.. أو استبداداً بآخر.. وإنّما هي معركة الحريّة والعدالة والكرامة.. ولا بديل لهم..
اليوم بدأت قلاع داعش السوداء تتهاوى تحت صيحات الحريّة.. واليوم توحّدت كتائب على الأرض لمواجهتها.. واليوم طرد أهالي الأتارب مرتزقة داعش وحرّروها.. اليوم بدأت معركة مع داعش لن تنتهي بسرعة.. ولكن نهايتها محسومة.. للشعب ولكرامته.. وغداً ستبدأ معارك أخرى ضد كل من يظن أنه قادر على أن يدوس على رقاب السوريين…
لنتفاءل جميعاً.. لنرفع رؤوسنا.. لنتابع العمل.. لنكثّف التفكير والتخطيط.. الثورة الثانية بدأت.. لنتفادى الأخطاء السابقة.. لنخطط.. ونخطط.. ونخطط.. ولنفكّر.. ونفكّر.. ونفكّر.. لا يمكن أن نسمح بتكرار خطأ الوقوع في الفوضى والتشرذم.. الأفعال الصادقة لا تكفي، والنشاطات المتفرّقة لا تكفي، وردود الأفعال لا تكفي. النشاط المدني بحاجة لتخطيط وتنسيق بين جهود الجميع.. يحتاج لاستراتيجية شاملة يكون كلّ منّا فيها قطعة تستند إليها بقية القطع.. وقطرة عمل تتضافر مع بقية القطرات لنشكّل سيلاُ يجرف الاستبداد بكل أشكاله وأنواعه.. وينبت زرعاً طيباً يليق بهذا الشعب.. وهذه الأرض
الثورة تعطينا فرصة أخرى.. لنثبت قدرتها على الحياة.. وعلى مواجهة روبوتات الموت الملثّمة.. والعقول الضيقة.. والاستبداد السياسي والاجتماعي والعسكري والديني.. مهما كان لونه أو قناعه.. لنكن على قدر الحلم وقدر المسؤولية.. ولنثبت لثورتنا أننا نستحقّ أن نكون من أبنائها وبناتها..
الله أكبر حريّة..
January 3rd, 2014 at 8:40 pm
[…] Ibrahim Al-Assil إبـراهـيـم الأصـيـل الثالث من كانون الثاني 2014.. يومٌ لن ينساه السوريون لما […]
March 22nd, 2014 at 5:03 pm
[…] المصدر […]