هناك ما هو أكثر خطورة على الثورة من طيارات الأسد، هناك ما هو أكثر خطورة من الجوع والتجويع والحصار.. وهو اختطاف الناشطين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.. لماذا اختطافهم أخطر من كل ما سبق؟! لأن الأمل معقود بهم، هم أبناء وبنات البلد ممّن كانوا يعملون ليلاً ونهاراً لاسقاط النظام وتوزيع المساعدات وابتكار البدائل وطرحها وتنفيذها واكمال الطريق الذي بدأه الشعب السوري في آذار 2011.. وأين هم الآن؟ في سجون “داعش” ومثيلاتها.
أرجو أن لا يطلب أحد الدليل أن المختطفين في سجون داعش، فهم حتى وإن كانوا في سجون داعش أو إحدى أخواتها فالأمر سواء، وداعش لم تصدر أي بيان أو تصريح تنفي وجود المختطفين لديها وتندّد باختطافهم، إن كانت داعش كما تدّعي تريد تحرير الشعب السوري فعليها أولاً أن تحترمه وتخاطبه وتميط اللثام عن وجهها! وما لم تفعل ذلك ستبقى المتّهم الأول في الشمال السوري كما هو النظام المتهم الأول في دمشق.
ولا أقصد بذلك أن بقية الكتائب منزّهة عن الخطأ، الناشطون أصبحوا مبعثرين في سجون التنظيمات والكتائب والنظام، ومن ثم نسأل لماذا تأخر النصر؟! الثورة علّمتنا أن لا نسكت عن أي خطأ، عن أي جريمة، عن أي عملية خطف أو اعتقال.. وإلّا ألف نظام مستبد سيولد من جديد.
قائمة الشهداء طويلة، آخرها كان الشهيدة سميرة كيالي التي اختطفت لحوالي 40 يوماً أثناء سفرها من حلب إلى تركيا قبل أن يُعثر على جثتها بعد إعدامها. من المسؤول عن روح سميرة؟ وكيف وصلنا إلى درجة من الاستخفاف بأرواحنا وببلدنا وبثورتنا ليمضي خبر استشهادها واعدامها كأنه خبر لا يستحق ألف ثورة!
أبو مريم، وائل إبراهيم، تم اختطافه بعد مظاهرة حي السكري يوم الأحد 11-8-2013، كان من أبرز منظمي المظاهرات في بستان القصر ومن أروع الناشطين السلميين في حلب.
(صفحة الحريّة لوائل إبراهيم، أبو مريم)
عبد الوهّاب الملّا، الناشط الحلبي صاحب الطرفة والروح المرحة ومقاطع فيديوهات يوتيوب الشهيرة، اختطف من أسبوع في حلب وانقطعت أخباره
(صفحة الحرية لعبد الوهاب الملّا)
وتطول القائمة لتضم نور مطر وعبود حداد وغيرهم..
ما الهدف من اختطافهم سوى وأد الثورة وإدخال سوريّا وسكّانها في كابوس أسوأ من الذي تمرّ به؟ على الأقل لنذكر معتقلينا ومختفطينا في كل مكان وزمان، لنطالب بهم ونعمل لتحريرهم وايقاف عمليات الاختطاف بما نستطيع، معتقلينا في سجون النظام أو مختطفينا لدى أشباهه من التنظيمات، هذا أقل ما يمكن أن نقدّمه لهم.. وهم من قدّم الكثير.. الكثير الكثير..
نشرت في مجلة سوريتنا- العدد 113- 17/11/2013 – صفحة 17
November 15th, 2013 at 9:48 pm
[…] إبـراهـيـم الأصـيـل Ibrahim Al-Assil هناك ما هو أكثر خطورة على الثورة من طيارات الأسد، هناك […]
March 21st, 2014 at 8:29 pm
[…] المصدر […]