عنب بلدي.. أخوّة الصحافة والدّم.. تودّع مدير تحريرها

وما تزال يد القتل تخطف خيرة شبابنا وأرقاهم علماً وعملاً وأنبلهم خلقاً وفكراً، ففي مساء يوم الثلاثاء 12 آذار 2013 ارتقى الصحفي الدّاراني أحمد شحادة إلى السماء بعد سقوط صاروخٍ أعمى على مكان تواجده في داريا، رحل أحمد… ولكنّ عمله باقٍ، وعريشة العنب البلدي التي سقاها بدمه ستبقى متحدّيةً آلة القتل ونظام الدّمار.

أحمد خالد شحادة عضو مجلس إدارة جريدة عنب بلدي، ومدير تحريرها وأحد مؤسسي المجلس المحلي لمدينة داريا وعضو المكتب الاغاثي فيه، اعتفل مرّتين خلال الثورة، ورفض الخروج من داريّا وآثر البقاء فيها تحت القصف ليُخرج من بين الركام مع صحبه ورفاقه جريدة من أرقى ما أنتجته الثورة السورية، وليساهم في العمل المدني في المدينة ويساعد في إدارة النشاط الاغاثي فيها، ولكن كما يقول تميم برغوثي:

وَمْنْذُ مَتَى تَحْمِي القَتِيلَ شَمَائِلُهْ!

هويّة الشهيد أحمد شحادة:

• مواليد 1980 داريّا – العمر 32 عاماً.
• يحمل بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة دمشق (2003) ودبلوم في الافتصاد المالي والنقدي وعمل مساعداً في بعثة المفوضية الأوربية في دمشق.
•   تقدّم لدراسة الماجستير دون أن يستطيع اتمام ذلك بسبب بدء الثورة والتحاقه المبكّر بها.

رحل الشهيد محمد قريطم (أبو النّور) وهاد قد رحل الشهيد أحمد شحادة، ولكن كلّي ثقة بأنّ عنب بلدي ستستمر بعطائها وإبداعها، وسيبقى نورها مستمدَّاً من نور شهدائها، وسيبقى الحراك المدني في داريّا مدرسةً لنا جميعاً.. عزاؤنا للأحبة والأصدقاء في أسرة عنب بلدي.. أخوّة الصحافة والدّم.. ولآل شحادة الكرام وأهل داريّا وللسوريين جميعاً، خسارتنا كبيرة، ولن نوفي الشهيد حقّه إلّا بإكمال دربه..