في بيانها التأسيسي والذي صدر في 25 كانون الثاني 2012، يُعلن المسؤول العام لجبهة النصرة -الفاتح أبو محمد الجولاني- أنّها تهدف إلى “إعادة سلطان الله إلى أرضه”، مهاجماً الشرق والغرب وحتّى النظام التركي على أنّه “عصا أمريكا الجديدة في مواجهتها لحرف العقول والمناهج الرشيدة”، ويوضّح أنّه جاء إلى سوريا من إحدى ساحات الجهاد، وأنّ جبهة النصرة هي النصرة الإسلامية لأهل الشام لتغنيهم عن “استنصار الغرباء القتلة”. البيان محضّر على نمط بيانات القاعدة سواءً من حيث المضمون والأفكار أو العبارات وأبيات الشعر المنتقاة والأنشودة في خلفية الفيديو. وعلى غير ما اعتدناه من أفراد وكتائب الجيش الحر، كانت جميع الوجوه ملثّمة ومغطّاة، والرّايات السّوداء هي وحدها التي تظهر دون ظهور علم الاستقلال ولو مرّة واحدة فقط. لم يُقرّ أي شخص معروف حتّى الآن بعلاقته أو معرفته بأحد قيادات جبهة النصرة. بدأت الجبهة بأخذ حيّز إعلامي أكبر عندما تبنّت في بيان “القصف بالنسف” في آذار 2012 تفجيرات في دمشق وحلب.
تبنّى منتدى “شبكة شموخ الإسلام” الوثيق الصلة بالقاعدة وبتنظيم “دولة العراق الإسلامية” نشر أخبار وبيانات جبهة النصرة. إلّا أنّ هناك وحتّى ضمن قيادات السلفية الجهادية نفسها من يُشكّك في تنظيم جبهة النصرة ونواياه ويرفض التعامل معه، كأبو بصير الطرطوسي (عبد المنعم مصطفى حليمة) ويتّهمهم بأنّهم أداة بيد النظام تهدف لنخر الثّورة.
تركّز خطاب المعارضة على أنّ جبهة النصرة هي من صنع النظام، أنتجتها مخابراته ليثبت نظريته بأنّه على مواجهة مع إرهابيين وجهاديين وليس مع شعب ثائر، فعلاقة النظام بالتنظيمات الجهادية وثيقة منذ غزو العراق 2003 حيث أصبحت سوريا ممرّاً لهم يرعاه النظام، وبدأت رحلتهم العكسية بالازدياد إلى سوريا ليشاركوا في “الجهاد” بعد توجّه الثورة لتبني العمل المسلّح في أواخر العام الماضي، ومن السهل على النظام اختراق هذه الجماعات وتوجيهها للقيام بما يخدم أهدافه ويؤيّد طروحاته ودعايته الإعلاميّة، فهو على معرفة بأفرادها وتدريباتهم وتكتيكاتهم وشبكة العلاقات بينهم.
في حلب، يصف بعض الناشطين خوفه من عناصر جبهة النصرة بأنّه يتخطّى خوفه من جند النظام نظراً لممارساتهم القمعية والإقصائية. ستتضاعف الممارسات المتطرّفة مع ازدياد أعدادهم، ولن تتوقّف بعد سقوط النظام، بل على العكس، فهذه العمليات التي تنفّذها الجبهة اليوم في شوارع المدن السورية ستستمرّ بنفس الشكل والحجم والأسلوب، غير أنّها ستستهدف المدنيين بشكل مباشر لتضمن ألّا يشعر هذا الشعب بالأمن أبداً، وستصبح أداة بيد فلول النظام للانتقام من الشعب، وبيد من يهمّه أن لا تستقر سوريا أبداً.
بعد تفجير ساحة سعد الله الجابري، كانت الطامّة الكبرى حين خرج من يدافع عن تلك العملية ويصرّح لوسائل الإعلام بأنّها تدخل في “الاستراتيجية الجديدة” للجيش الحر. هذه حماقة عسكرية وسياسية منقطعة النظير، كيف نضم “جبهة النصرة” تحت مظلّة الجيش الحر فنخدم بذلك النظام وأجندته ونمهّد للتنظيمات المتطرّقة لتصبح جزءاً من مجتمعنا وتركيبتنا؟! كيف تصبح جبهة النصرة جزءاً من الجيش الحر وبياناتها وعملياتها تتنافى تماماً مع “ميثاق الشرف” الذي أصدرته القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل في آب الماضي؟ السكوت عن “جبهة النصرة” ومن شابهها ليس استراتيجية للنصر بل هو استراتيجية لضرب سوريا بمجتمعها وتركيبتها وحرف الثورة عن أهدافها، وهذا يؤثر سلباً بموقف شرائح كبيرة من المجتمع السوري تجاه الثّورة عموماً والجيش الحر على وجه التحديد، هذه استراتيجية تدعم مقولة النظام ومن خلفه روسيا بأنّ النظام يواجه إرهابيين يشنّون حملات ضد الأقليّات. جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام التي تهدف على حسب بياناتها إلى “العمل على إرساء نظام حكم إسلامي عادل راشد” هم كابوس سوريا الأكبر، لا النظام الساقط، ومن يظن أنّهم يسعون لاسقاط النظام مخطئ، هم يسعون لإيجاد بيئة تضمن انتشار أفكارهم، وافكارهم لا تنتشر إلّا في ظلّ العنف والحرب.
يجب أن توضّح إنتاجات الثورة الفكرية والفنيّة من مقالات وصور ورسوم كاريكاتورية أنّ الثورة أطهر وأرقى وأعظم من أن تسمح لجبهة النصرة أن تدخل في عباءتها وأنّنا شعب لن يرضى ولن يحتضن المتطرّفين وإن وجدوا لأنفسهم ظروفاً تسمح لهم بالتسلّل لوطننا، أين السياسيّين ليصرّحوا جهاراً أن جبهة النصرة ليست تنظيماً ثوريّاً وأنّ رفضنا لها لا يختلف عن رفضنا للنظام؟ متى كنّا نمالئ المتطرّفين حتى وإن اتجهت بنادقهم نحو أعدائنا؟! كيف يمكن تبنّي عملية قام بها ذراع يُختلف في ولائه للقاعدة أو النظام؟!
الثورة تهدف إلى إعادة التوازن المفقود للمجتمع، ولا يمكن أن تُساهم التنظيمات المتطرّفة في هذا التوازن، ولا يمكن أن تحيا في ظلّه أو أن تقبله، وستسعى جاهدة لضربه. مع كل تفجير بين المدنيين من أمثال تفجير ساحة سعد الله الجابري، يتطاير ما هو أخطر من الشظايا وما هو أقبح من الأشلاء، يتطاير الإرهاب ليُرزع في عقولنا كأسلوب للنضال الثّوري، لتألفه نفوسنا، وليصبح بنداً في حياتنا اليوميّة، بعد عدّة تفجيرات لن نذكر مَن أطلقه أو مَن صنع التنظيم الذي بدأ به.. لأنّه سيكون قد غدا واقعاً لا فكاك منه.
October 5th, 2012 at 10:30 pm
إبراهيم كأنه في خطأ مطبعي في أول هذه الفقرة ” تركّز خطاب المعارضة على أنّ جبهة النصرة هي من صنع النظام ليثبت نظريته بأنّه على مواجهة مع إرهابيين وجهاديين وليس مع شعب ثائر، فعلاقة النظام بالتنظيمات الجهادية وثيقة منذ غزو العراق 2003 حيث أصبحت سوريا ممرّاً لهم يرعاه النظام، وبدأت رحلتهم العكسية بالازدياد إلى سوريا ليشاركوا في “الجهاد” بعد توجّه الثورة لتبني العمل المسلّح في أواخر العام الماضي، ومن السهل على النظام اختراق هذه الجماعات وتوجيهها للقيام بما يخدم أهدافه ويؤيّد طروحاته ودعايته الإعلاميّة، فهو على معرفة بأفرادها وتدريباتهم وتكتيكاتهم وشبكة العلاقات بينهم.” يمكن قصدت خطاب النظام ؟
ويعطيك ألف عافية :)
October 5th, 2012 at 11:05 pm
الله يعافيكي، الهاء بـ “ليثبت نظريته” عائدة عالنظام. معك حق يمكن لازم اعملا “هي صنع النظام، أنتجتها مخابراته لتثبت بأنه على مواجهة مع…” وشكرا مرة تانية :)
October 5th, 2012 at 10:54 pm
أنا موفق تماما معك . التفجير الذي حدث في ساحة سعد الله الجابري هو من صنع المخابرات وذلك أنه كلما اقترب الجيش الحر من منطقة وبالتالي يصعب معرفة من وراء القتل يقوم النظام بخلط الاوراق و هدفه إضاعة الحقيقة و تشويه صورة الثوار. يخرج علينا من يقول في الجزيرة أن القاعدة هي وراء ذلك ويقوم بعض المتصلين بالقول كما سمعت بأذني أن السيارة كان فيها شخص و يبرر بأن النظام هو من أوصلنا إلى هذا وأنهم مضطرون للدفاع عن أنفسهم. المشاهد يجب أن يشغل عقله ولا يكتفي بالسماع. لقد دان مجلس الامن بالاجماع هذا التفجير و أذكركم بأن هذا المجلس متآمر مع النظام بينما يقوم الاخير بوضع فيديو يظهر انتحاريين مقتولين و يدهم على الشغلة التي سيفجر بها. تناقضات عجيبة فلماذا انتحاريين مشاة طالما السيارة انفجرت؟ ولماذا النظام هو الذي يصور فهذا الشخص الذي يتمشى بهدوء ليصور الانتحاريين بعد حدوث الانفجار وضعه مريب جدا وأغلب الظن أن الجثتين اللتين تم تصويرهما قد و ضعوا بعد حدوث الانفجار . ثم من السهل الاتصال بالجزيرة ليقول المتحدث المزعوم أن التفجير قامت به كتيبة الما بعرف شو.
October 5th, 2012 at 11:07 pm
وهناك “صاعق” بيد إحدى الجثث موصول بحزام ناسف على حد تعبير المذيع، أوّل مرة أرى كاميرا تصور حزاما ناسفا قبل تفكيكه ومن الممكن أن ينفجر بأي لحظة!! تنظيم بفكر القاعدة مخترق من مخابرات النظام هو أقذر ما يمكن أن يوجد
October 7th, 2012 at 1:46 am
هذا الكلام جميل …اذن فلنحارب جبهة النصرة ………….
October 7th, 2012 at 6:22 am
أفضّل أن نستخدم “نواجه” كي لا نكون شركاء في العنف ولو بالكلام وتُفسّر الكلمة بشكل آخر
October 9th, 2012 at 11:23 pm
اول شيء بيان في عام 2011 ويدات بضرب حي الميدان المليء بالجنود المتاهبين
حين بدات مقالتك بالكذب عبرت عن نفسيتك
وكفى بالمرا ان يكذب
وجبهة النصرة خير من الناتوا ومن يطلبه وخير من الاسد ومن يدافع عنه
ولله الحمد اذخنت بالنظام حتى ابكته من حلب لدمشق
وسنحارب وندافع عنها
October 16th, 2012 at 6:03 pm
شكراااااا
October 18th, 2012 at 6:21 am
العفو
October 18th, 2012 at 2:52 am
((إنكم أمة وسطى)) لااعلم من اين جاء هذا التطرف ومن اين ولد كل ماهو منافي للعقل والواقع دخيل على ثورتنا ثورة الحرية والكرامة نحن قمنا من اجل ازالة استبداد لانسعى لوجد اخر ولو اقضت الحاجة لمحاربته كما الان
October 18th, 2012 at 6:22 am
المتطرف منبوذ بأي ثوبٍ جاء