من أوراق مركز الشرق للبحوث
الباحث المشارك: إبراهيم الأصيل
الباحث المشرف: د. سمير التقي
-
تاريخ الخطاب: 40 إبريل (نيسان) 2013
-
مدة الخطاب: 68 دقيقة
ملاحظات حول الخطاب:
-
كان الخطاب مفاجئاً إلى حدّ ما في صراحته في التعبير عن البعد الطائفي لدى حزب الله.
-
من الواضح أن حزب الله في موقع الدفاع لأول مرّة. وفي محاولته لدرء احتمال توجيه ضربة اسرائيلية له في لبنان، جرى تركيز مستغرب على موضوع الطائرة من دون طيّار ونفي الحزب الشديد لأن يكون هو من أطلقها أو يعرف من أطلقها.
-
يقول نصر الله بأن هناك أزمة وشيكة عسكرية في غزة، في إطار دفع حماس لهدنة طويلة الأمد مع إسرائيل بالتوافق مع الأمريكان. إن حديثه عن ذلك يدل على أن إيران مستعدة إلى الذهاب إلى مجابهة عسكرية في غزة من أجل اجهاض امكانية حصول توافق دولي ومقابل قطع الطريق على إسرائيل وحماس من الوصول لتلك التسوية.
-
التكتيك في الخطاب تصعيدي ودفاعي في ذات الوقت، بمعنى أنّه يهدّد بإحراق المنطقة اذا لم يتم تحقيق تسوية سياسية، فحين رفع النظام شعار “الأسد أو نحرق البلد” يرفع حزب الله وحسن نصر الله شعار إحراق المنطقة بأسرها.
-
حديث نصر الله عن شهداء حزب الله كان موجّهاً للداخل اللبناني بشكل رئيسي، وهو تأكيد على وجود أزمة داخل أوساط حزب الله، ومحاولته الرد بهذه الطريقة دليل ضغوط كبيرة من داخل الحزب ومن أوساط الشيعة في لبنان. وتجدر الإشارة لمقابلة الطفيلي (أول أمين عام لحزب الله) التي انتقد فيها بشدة تدخل حزب الله في سوريا وزج مقاتليه في المعركة.
-
يكرّس نصر الله نفسه في الخطاب كناطق باسم الذراع الدولية لإيران، وناطق باسم معسكر تقف فيه روسيا وإيران والنظام السوري وحزب الله. وبهذا ينزع حزب الله عن نفسه أي بعد وطني لبناني أو قومي أو عربي.
-
يعزّز الخطاب مفهوم المجابهة السنية-الشيعية، ويؤكد أن نصر الله يدافع عن النظام السوري من منطلق طائفي، فيرى أنّ فتاوى القتل ضد النظام هي موجهة ضد الشيعة، وأن القتال ضد النظام هو قتال ضد الشيعة.
-
رغم تأكيده بعدة مواضع بعبارات مباشرة أن “التكفيريين” يستهدفون المسلمين، سنة وشيعة، والمسيحيين على حد سواء، إلّا أنه بشكل غير مباشر يشير إلى أن المستهدفين الأساسيين هم الشيعة وأنها مجابهة سنية-شيعية، وأن بشار الأسد جزء من جيش شيعي (التركيز على مقام السيدة زينب ومحاوله تدميره وتشبيه عمليات مقاتلي المعارضة بتدمير أضرحة أئمة الشيعة في العراق).
-
أقرّ باطنياً بعدم قدرة النظام على الحسم، وبمعاداته لتيارات الإسلام السياسي السنية.
-
يعتقد نصر الله بأن كفّة الصراع في الميدان ستظل لصالح النظام السوري وحلفائه في بعض المناطق وأهمهما دمشق، وأن لدى محور إيران-النظام السوري-حزب الله عدداً من الخيارات يمكن أن يلجؤوا إليها للتصعيد العسكري اذا ما حصل تدخل خارجي ليمنعوا الانكسار الميداني مهما كانت التكلفة.
-
تركيزه على دمشق دليل على خطة النظام لربط دمشق بالساحل مروراً من حمص وريفها، وشق ممرّ من دمشق إلى الساحل ولو تطلّب الأمر عمليات تطهير وتهجير. وهذا ما أكدته أبحاث المركز في عدد من الأبحاث السابقة (سوريا.. الطريق إلى الثقب الأسود)، لن يقبل حزب الله بفقدان السيطرة على المناطق الحدودية كريف القصير مهما ارتفعت وتيرة المعارك لأنه يرى فيها أهمية استراتيجية وجودية.
-
كأن نصر الله يحاول رسم خط يميزه عن النظام السوري لاختلاف في بعض وجهات النظر والتقديرات، خصوصاً حين ذكر أنه لم يدعُ النظام لحسم عسكري. بالإضافة لتوضيحه أنه مستعد للذهاب إلى دمشق لمطالبة النظام بالافراج عن سجينات مقابل إطلاق المختطفين في إعزاز اذا كان هذا مطلبهم، وتصريحه بأن النظام أرسل أسماء وفده للحوار رغم أن النظام لم يعلن ذلك، وهنا يبرز سؤال عمّا اذا تم ذلك التصريح بالتنسيق مع النظام في دمشق أم لا.
-
يحاول نصر الله اثبات موقف أخلاقي في قضية المختظفين في اعزاز، والظهور بمظهر المعتدل الباحث عن حل سياسي ينهي صراع يهدّد أمن الشيعة في كامل المنطقة.
-
لا يستطيع الحزب التدخل عسكرياً في شمال سوريا (مثل اعزاز) لذلك يحاول التوصل لحل لقضية المخطوفين، وتهديد بأن الحزب لن يبقى ساكناً اذا لم يغلق ملف المختطفين يعني أنه قد يرد بشكل آخر غير الرد العسكري في الشمال، ربّما بعمليات خطف مشابهة.
-
يرى نصر الله بأن المؤامرة على سوريا تسعى لتدمير الجيش والدولة المركزية، والوصول لدول تحكمها جماعات مسلحّة مرتبطة بأجهزة مخابرات خارجية وتعمل على إذكاء الخصومات والتناحرات، وهنا ناقض نصر الله نفسه وحزبه وموقعه داخل الدولة اللبنانية.
-
يدرك نصر الله أن الوقت ليس في مصلحة النظام السوري أو حزب الله، وأن هناك ضرورة للوصول إلى تسوية أو حل سياسي بأسرع وقت، وربما يعني هذا ضغطاً إيرانياً على الأسد للقبول بهذه التسوية.
May 5th, 2013 at 4:31 pm
[…] المصدر: مدونة المدينة […]
May 8th, 2013 at 5:37 pm
لا الله الا الله
مدير موقع قوت القلوب