إضراب العزة.. هل ينفع حقّاً؟


أطلقت العديد من القوى الثورية الفاعلة دعوة إضراب العزة للإضراب في الأول والثاني من شهر كانون الأوّل (ديسمبر) 2012. وفي ظل العنف المستمر والعمل المتواصل لآلة القتل والتدمير الأسديّة يتساءل البعض بصدق عن جدوى الإضراب وأهدافه، وإن كان اضراب يوم أو يومين قادراً على اسقاط نظام تدعمه روسيا وإيران وتقدّمان له ما يحتاجه من دعم عسكري ومادّي. في الواقع لا يُنتظر من الإضراب أن يُسقط النظام، كما أنّه لا يتوقّع من رصاصة أو رصاصتين أن تُسقطا النظام، أو تنظيم مظاهرة أو مظاهرتين، أو حتى تعيين سفير أو سفيرين … وإنّما هي الجهود الصغيرة المتواصلة والمترابطة على كافة الصّعد، وهي قطرات الماء التي تتضافر لتخلق تسونامي لا يمكن مواجهته أو صدّه.

اضراب العزة 1-2 كانون الأوّل

نقاش حول إضراب العزة:

الناس لا تجد ما تأكله: هذا صحيح 100% ولذلك يجب أن نكثّف الجهود لاسقاط النظام بأسرع وقت ممكن، كما أنّه من المطلوب من باعة المواد الغذائية أن يفتحوا محلاتهم لمدة أربع ساعات. من غير المنطقي أن نستخسر يوم إضراب ونحن مقبلون على معركة دمشق كما تشير كل الوقائع. علينا أن نساهم في إسقاط النظام بكل الوسائل. كما أنّنا نسمع في كل يوم من ينتقد من يمارس حياته في دمشق وكأنّ الغوطة لا تتعرّض للإبادة الجماعية، هذه فرصة ليشارك الجميع.

– الثورة تعسكرت ولم يعد لي دور حقيقي! الإضراب هو الرد وهو الدليل أنّه ما زال هناك الكثير لتفعله، وهذه من الفرص الكبيرة، بادر وتحرّك وستجد الساحة بانتظارك.

– لن يكون هناك تجاوب أصلاً وستفشل محاولاتكم! هذه محاولات لا تفشل، وهذا ما يميّز العمل المدني والأهلي، فهو مهما كانت نتائجه لا يفشل، لأنّه أوّلاً لا يمكن أن يكون له أثر سلبي، فمن يرى أنّ المشروع غير مناسب له يستطيع بكل بساطة عدم المشاركة دون أن يُجبر على ذلك، كما أنّ نشر دعوات الإضراب هي بحد ذاتها نجاح، لأنّها تعيد للوعي تلك التكتيكات التي سنحتاجها قبل وبعد سقوط النظام، لا نريد أن نُبقي السلاح حلّاً وحيداً في الشارع، لأنّه بتلك الحالة مثلاً اذا حصل اجتماع لمجلس الوزراء بعد سقوط الأسد ولم تُعجب قراراته فئة معيّنة من الثوّار سيقوموا بحمل أسلحتهم واقتحام المجلس (كما حصل في بعض البلدان) أو أن يقوموا بنشر دعوة للإضراب، اختيارهم الحل الأول أو الثاني يعتمد على مدى اقتناعنا بالمقاومة المدنية ومدى انتشارها في ثقافتنا، لذلك حتّى وإن لم يستجب أحد نكون قد نجحنا بإعادة هذا التكتيك والمفهوم إلى حياتنا!

– هناك مناطق “مضربة قسراً” بسبب القصف! لذلك يجب على بقية المناطق أن تتضامن معها يوماً أو يومين، السوريون كالجسد الواحد ولا يمكن أن تنعم مناطق بمراكز التسوّق في حين تُدك مناطق أخرى.

– هل الإضراب موجّه للجميع؟ لا، فالمطلوب من الأفران والمخابز أن تتابع عملها طبعاً، بالإضافة للأطباء والصيادلة، أمّا باعة المواد الغذائية فالمطلوب منهم أن يفتحوا أبوابهم لمدّة أربع ساعات ليقوم النّاس بالتزوّد وشراء حاجياتهم، ونرجو هنا من الجميع أن يقوم بالشراء من المحلّات التي تشارك في الإضراب خلال تلك الساعات لدعمها ماديّاً.

– ما دور المغتربين؟ نقترح أن يقوم المغتربون باقتطاع راتب يومين من رواتبهم على الأقل -حسب القدرة- وإرسالها للداخل، ويمكن المشاركة بتسجيل فيديو وإرساله أيضاً على ايميل أيام الحرية freedom.days.syria@gmail.com

– ماذا أستطيع أن أفعل؟ قم بنشر الدعوة للإضراب (مناشير، تغيير صورة بروفايل، تصويت لاسم يوم الجمعة…)، قم بتوضيح أهداف الإضراب ومن المطلوب منه أن يُضرب، وفي الإضراب قم بتصوير المحلات المضربة وإرسال الفيديو لإيميل أيام الحرية.

ملخّص لبعض أهداف إضراب العزة:

– إحياء روح المقاومة المدنية التي تميّز الثورة السورية، وإعطاء دفع كبير لها لتعود عنصراً فاعلاً في الساحة وتتضافر مع بقية الجهود المبذولة.

– الإضراب رسالة جامعة موحّدة، خصوصا في دمشق وهي هدف الإضراب، يجب أن توجّه دمشق رسالة لكل المحافظات وللمناطق المضربة قسراً أنّها معهم قلباً وقالباً وأنّها ستلفظ الأسد عاجلاً أم آجلاً.

– هي رسالة وطنيّة للإئتلاف الوطني، وأنّ توحّد السياسيين سيكون مدعوماً بتوحد المجتمع الثائر على الأرض وعليهم أن يقوموا بدورهم على أكمل وجه لإنجاح ثورة الشعب، وسنكون جميعاً يداً واحدة، وبغير نشاطات كالإضراب من الصعب أن يستطيع الجميع المشاركة فيها.

– ورسالة للعالم أجمع بأنها ليست حرب أهلية كما يصوّرها النظام وبعض الجهات الإعلامية، هي ثورة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.. وستنتصر بهمّتنا.

مواد إعلامية لإضراب العزة:

صور وبوسترات: ألبوم اضراب العزة على صفحة المدونة Facebook

غرافيتي اضراب العزة: غرافيتي

بيان الإضراب

تويتر:

#اضراب_العزة

#pride_strike

ساهم في الإضراب وتذكّر أنّ المساهمة وحدها كافية، ومهما كانت النتيجة فهو لن يفشل لأنّ مساهمتك قامت بالمطلوب. التوحيد ورفع المعنويات وإحياء روح الثّورة وإعادة جمع الصفوف والتكاتف.. كلّها.. أليست أسباباً كافية لتساهم؟

About Ibrahim al-Assil إبـراهـيـم الأصـيـل

Ibrahim al-Assil is a Syrian political analyst and civil society activist who serves as a resident fellow at the Middle East Institute. He is also a director at the Orient Research Center-DC Office. His work focuses on the Syrian conflict with an emphasis on different aspects of security, civil society, political Islam, and political economy. Al-Assil is the president and a co-founder of the Syrian Nonviolence Movement, an NGO formed in 2011 to promote peaceful struggle and civil resistance as a way to achieve social, cultural, and political change in Syrian government and View all posts by Ibrahim al-Assil إبـراهـيـم الأصـيـل

6 responses to “إضراب العزة.. هل ينفع حقّاً؟

شـاركـنـا رأيـك:

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

%d bloggers like this: