في 18 آذار 2012 استشهد النّقيب أمجد الحميد في كمين نُصب له من قبل مجموعة مجهولة، وفي 5 نيسان 2012 صرّح الناطق الرسمي باسم لوائه “رجال الله” بأنّهم يتّهمون لؤي الزعبي (أمين عام مجموعة “المؤمنون يشاركون “السّلفية) بالوقوف خلف الجريمة. طبعا هذا يبقى “اتّهام” بحاجة إلى دليل، ولكن ما يهمّنا ليس حقّا ان كان لؤي الزعبي ومجموعته خلف قتل النقيب أمجد الحميد أم لا، ما يهمّنا هو ارهاصات المواجاهات الداخلية المسلّحة بين معارضة النّظام نفسها.
قبل استشهاده بيوم فقط كما يصرّح الناطق الرسمي باسم اللواء، ألقى النّقيب الشّهيد خطابا في الرّستن، خطابا يعني الكثير لجميع الأطراف، ففي خطابه يفضح ممارسات الخطف والتشليح التي تمارسها بعض العناصر المسلّحة، ومهاجمتهم لمناطق معيّنة ويصفهم بجرأة “باللّصوص” وبأنّهم عبء على الثّورة، كما أنّه كما يبدو من كلماته يرفض وصاية العرعور على القتال أو “الجهاد” في سوريّة، ويتابع بأنّ الرجولة الحقيقية ليست بخطف النّساء وإنّما بمواجهة قوّات الأسد.
النقيب ذي المهارة الخطابية كما هو واضح في خطابه، وبأفكاره ذات المبادئ الأخلاقيّة، وبتصميمه على مواجهة قوّات الأسد بمعنويات عالية وخارج “المناطق السّكنيّة” كي لا يحمّلهم عبئا هم بغنى عنه، ويرفض مهاجمة مناطق معيّنة كمدينة “السّلميّة” وهي تعتبر عاصمة الطائفة الاسماعيليّة وذات تنوّع طائفي كبير، النّقيب الشّهيد بكل ما سبق يؤكد على أنّه العسكري الّذي يمثّل كابوس النّظام العسكري الحقيقي، وحُلم الثّورة السّورية بعسكري منشقّ يضع سوريّة أوّلا. وجود هذا العسكري أو هذا النموذج ليس من مصلحة الكثير من الأطراف على السّاحة، ليس من مصلحة النّظام بأن يوجد عسكري صاحب مبادئ وعقل، ليس من مصلحة المسلّحين الّذين وجدوا الأحداث الجارية في حمص وادلب وحماة وغيرها تربة خصبه للثراء عن طريق الخطف والتشليح، ليس من مصلحة من يريد تأجيج الصّراع الطّائفي، ليس من مصلحة الكثير من الأطراف الخارجيّة التي تبحث عمّن يقاتلون ضمن أجندات تحدّدها لهم بشكل مباشر أو غير مباشر، ليس من مصلحة أئمّة التطرّف أصحاب المشاريع الظلاميّة، هذا النموذج يجب أن يُقتل فورا لا للتخلّص منه كشخص فحسب، بل لجعله عبرة ودرساً لمن يفكّر أن يخطب خطابه وأن يعتنق من الأفكار والمبادئ ما اعتنق.
لا أحبّ تقديس الأحياء، فمصيب اليوم قد يصبح مخطئ الغد، ولكن حريٌّ بمن قضى في سبيل وطنه أن يُصنع منه مثلاً، البحث عن قاتل النّقيب ليس مهمّتنا فله رفاق دربه وسلاحه، ومن مهام المجلس الوطنيّ والقيادات المنشقّة تنظيم هذه العمليّة وهيكلة الجيش الحُر والتبرّؤ من المجرمين قبل أن نخسر أمثال النّقيب من المخلصين واحدا تلو الآخر. أمّا نحنُ كأفراد فمهمّتنا أن نسلّط الضوء على قصّة النقيب أمجد الحميد لنصنع منه مثلا واضحا، لن تصل تدويناتنا ولا فيس بوك وتويتر لتلك المناطق الساخنة، ولكنّ حملة كهذه الحملة من الممكن أن تخلق وعيا عامّا عمّا ينتظر سوريّة في المستقبل القريب والبعيد من حملة السّلاح المختلفين، وعن النموذج الذي ننتظره أو نسعى للمساهمة بصنعه. أرجو أن تصنع حركات المقاومة المدنيّة من قصّة النقيب أمجد قصّة رمز، فهي كفيلة بايصال الكثير من الأفكار التي نحاول ايصالها، وأرجو أن نستطيع أن نخصّص لهذا الفارس يوما يُطلق عليه “شهيد أخلاق الثورة” أو “شهيد بين النّارين” أو اي تسمية توضّح المأساة التي دفع لها النقيب روحه.
لا يهمّنا أن ننشر صور لجنود يصلّون أو يتوضؤون، لا يهمّنا أن يبدأ العسكري خطابه بآية معيّنة، ما يهمّنا هو أخلاقه على الأرض، أن يكون قتاله صلاةً ان اضطر إليه، أن لا يرفع سلاحه إلا للحق ودفاعا عنه، عدوّه ليس النّظام فحسب، عدوّه أخلاق النّظام واستبداده وفساده، عسكري يلتزم بالرؤية السّياسيّة للثورة ويسعى لسوريّة حرّة.
والرّحمة لأرواح الشّهداء جميعا…
April 6th, 2012 at 6:37 pm
أنت تقول لا يهمنا صلاة العسكري أو ذكره آيات القرآن ثم تقول في النهاية والرحمة لآرواح الشهداء، فمن من تطلب الرحمة؟ إذا كان من الله فيجب أن تطالب المقاتل بالصلاة وقرآءة آيات في خطاباته حتى يتقبله الله ويدخله الرحمة أم أن الله يدخل الإنسان الذي لا يعرفه أن يشتمه أثناء قتاله الرحمة….
هذه تناقض غريب
April 6th, 2012 at 6:48 pm
الله لن يتقبّله بمجرد تلاوة آيات، تطبيق المبادئ والأخلاق التي تنصّ عليها الآيات هو المهم. في وصيّة سيدنا أبو بكر لجيش اسامة لم يتلو الآيات وانّما أوصاهم بالاخلاق، فالأفعال هي ما توضّح حقيقة ايمان المرء وأخلاقه.
April 7th, 2012 at 7:46 pm
متى ما زرع الشك بينكم تفرق شملكم وأنتصر عدوكم على ثورتكم لاتلفتوا للقيل والقال والتفتوا إلى هدفكم وهو إسقاط النظام
هناك من يريد أن يتكسب على حساب الثورة
رأيي الشخصي فليتكسب الآن لكن بعد سقوط النظام لن ينفعه تكسبه فالناس تعرف من يعمل ومن لايعمل من يتكسب ومن لايتكسب
تجاوزوا خلافاتكم كلها وتغاضوا عن أخطاء بعضكم ولكن لا يخلوا الأمر من إيضاح الخطأ دون إستفزاز
April 7th, 2012 at 9:35 pm
شكرا لك أخي محمد، الانتقاد يجب أن يكون موضوعيا والاتهام دائما يجب أن يُتبع بدليل. تصحيح الأخطاء مهم لضمان سلامة الهدف والوصل إليه. أتمنى حقّا أن يوضع حد للتجاوزات وأن ننقّي ثورتنا ممّن يسعى لتشويهها وافسادها. دمت بخير
April 7th, 2012 at 9:40 pm
حياة الناس قيل وقال؟ إنو ينخطفلك أبوك أو إمك أو أخوك وينطلب منك كذا مليون ليرة فدية هدا قيل وقال؟ حياة بطل أمجد الحميد قيل وقال؟ زرع الفتنة بين المدن السورية قيل وقال؟ لا والله ما صدقت هي أخطاء لازم تتصح من البداية يا ما شي ما بتتصح بحياتا.
April 7th, 2012 at 9:47 pm
أخي محمد يوسف أعتقد أن كلام محمد المطيري هو “نصيحة عامّة” من أخ عربي خشية منه على الثورة السورية. الكثير لا يعرف الوضع تماما على الارض والمآسي التي تتكلّم عنها ومن واجبنا أن نوضّحها سعيا لوضع حدٍّ لها
April 7th, 2012 at 11:15 pm
لقد سمعنا عن تلك الأعمال المشينة في تقرير للجنة حقوق الانسان، من واجبنا رفض كل عمل مشين يتنافى مع الأخلاق ويناقض الاسلام، نحن أصحاب حق مقدس وعلينا الحذر فهناك الكثير ممن يريد تشويه هذا الحراك، وعلينا أن نكون يداً واحدة ونقف في وجه كل من يريد الاساءة إلى شعبنا الأبي
April 7th, 2012 at 11:42 pm
من يرفض أن يقف دقيقة تفكير أمام قصّة دماء هذا النقيب رفضوا أيضا قراءة أو نشر التقرير بحجّة أن ذلك يسيء للثورة.. سياسة الاختباء خلف الاصبع!!
April 7th, 2012 at 11:26 pm
تصيد الأخطاء للجيش الحر وتكبيرا خاصه من ناس اصلا ما مقتنعين بالعمل العسكري مصيبه … وبيعمل فتنه ما بستفيد منا الا النظام … يعني بشر شباب متلي متلك وحاملين سلاح برأيك ديكونوا ملائكه وما يغلطوا … وبعدين شو قصه كل ما دق الكوز بالجره دحشتوا العرعور بالنص والله العرعور مالو شعبيه متل ما متخيلين وعبتوهموا الناس فيا بالداخل تلات ارباع الهتافات اللي جوا جكر باللي قدامن والسلفيه اللي حاملين سلاح جوا اصلا ما بتعرفوا ع العرعور هي من شان ما يصير مزايده وحكي ع الفاضي … شو رايك انا اجبلك اخطاء الحراك السلمي وشبابو وتخريبن على بعض واعملك منا قصه وانشر غسيلن بربك هاااد اسلوب ونحنا بنص المعركه … ازا في اتهامات ولسى مافي منا شي ثابت بس نتحرر الله يخليلنا القضاء اما اتهامات وزت حكي من هاد ومن هاد ونعيد نفس الفتنه اللي صارت بين المقاومه بالعراق كلا اغلاط فرديه والناس اللي مالا دخل متل الهاشمي ادخل فيا ودعم طرف ضد طرف وقتلوا بعض وبالاخير ما بقي حد الا الكلاب بالسلطه وهيو حتى الهاشمي اللي على اساس كان صوت العقل اتقلع لبرا
خافو الله بالشباب اللي جوا وزت الحكي مو سهل والله بتروح دماء ذنبها برقبتكم …. يا اخي انت ما مقتنع بالتسليح ما حدا ضربك على ايدك وحكالك بطل حراك سلمي بس لا تقعد تحكي على الناس التانيه وتصيد بعثراتن ازا بجد مصلح وخايف عليهن انصم لألن وكون المثقف تبعن والواعي واجمعن على خير وصلاح … الانتقاد ما بكون هيك ابدا خاصه وانو كل العالم مستني منا نكشه وياريت نصير زي الليبين ( البدو على اساس ) لما صارت فتنه وانقتل القائد تبعن عبد الفتاح يونس والعالم كلا درت بالقصه لملموا بينات بعضن واستنو لوقت ما سقط القذافي وكل واحد حلها مع التاني ….. ما بصير هالحكي ابدا يا شباب ولو من نيه وقصد طيب والله بتفوتونا بستين حيط ….
April 7th, 2012 at 11:58 pm
أتمنى أن تُعيد قراءة التدوينة فهي عن أحد شهداء الجيش الحر وليست لتصيّد أخطاء أحد ولا تتّهم أحد أبدا. التدوينة ليست عن السّلميّة او التّسلّح، التدوينة عن ضابط شهيد دفع روحه ثمن أخلاقه الوطنيّة واغتيل وأنت ترفض حتّى أن نسلّط الضوء على قصّته.
بالنسبة لأهلنا في ليبيا فهذه أوّل مرّة أسمع بذاك المصطلح المرفوض. التجربة الليبية العملاقة تعلّمنا الكثير والاقتتال الدائر في ليبيا الآن أيضا يجب أن نتعلّم منه.
وبالنسبة للأخطاء و”نشر الغسيل” فأنا أعلم أنّك تقولها من باب المونة واسمح لي أن أقول لك من نفس الباب أعلى ما بخيلك ركبو :) . بالتأكيد أخي اذا كان لديك أي انتقاد أو نصيحة لي أو لأي احد استطيع ايصال النصيحة له فأرجو أن تقوم بذلك مشكورا، رحم الله امرءا أهدى إليّ عيوبي.
دمت بخير.
April 8th, 2012 at 12:19 am
لا رابح عندما يقتل السوريّ السوريّ! جربها غيرنا وخسروا جميعاً..
April 8th, 2012 at 1:44 am
ربّما يكون هناك رابح، ولكن بالتأكيد ليس الشعب.
April 8th, 2012 at 7:47 am
لم أر غير لص , اذا كان رحال الثورة مثل هذا المجرم , فهنيئا للشعب بالثورة , الرستن تم دخولها من قبل الجيش 3 مرات , فاذا كان ليس باستطاعتهم حمايتها , فليرحلوا عنها وليريحو الشعب من هلوساتهم.
April 9th, 2012 at 4:46 am
[…] الأصيل مدونة مدينة GD Star Ratingloading…GD Star Ratingloading…ايميلطباعة « هل فيكم […]
April 9th, 2012 at 7:27 am
من الواضح كما قلت ان الشهيد كان مثالا للعسكري المحترف الملتزم بانسانيته أولا وبسوريته ثانيا.
April 10th, 2012 at 9:45 pm
[…] شهيدٌ بين النّارين… النّقيب أمجد الحميد Related content: Syrian Student activist, first interview after detention […]
April 14th, 2012 at 9:23 am
صاحب المقال منحبكجي .. وكل ماقاله مغلوط ومحض كذب وافتراء .. عناصر الجيش الحر في حمص والريف ومن كل الكتائب ايد وحدي .. الله يتقبلك يا امجد .. بدن يعملو فتنة على دمك وكذب وثارات متل ما افتروا على سيدنا الحسين والفوها .. معروف اسلوبكن ياروافض
May 1st, 2014 at 6:08 am
الجيش السوري الحر قصف مدينة كسب في ريف اللاذقية بالقنابل العنقودية