من نهفاتنا: كثير من الأحيان نسمع من ينتقد بلد غربي ويقول “ما كتير بيفرقو عنّا”، “طلعت بلادن كذبة كبيرة”، “الله وكيلك متلن متلنا” وطبعاً يكون هذا الانتقاد بعد المرور بتجربة وخدمة سيئة مع شركة ما، كأن ينتظر طويلاً على الخط قل أن يتلقى استجابة من خدمة الزبائن، أو خطأ في خدمة ما، أو شراء منتج لا يؤدي عمله بالشكل المطلوب.
ما سبق من تجارب مزعج ومن حق الجميع طبعاً التعبير عن ذلك، ولكن الاستنتاجات السابقة مزعجة أكثر، فمشكلة كبيرة اذا كنّا نرى أن الحضارة هي مجرّد “خدمة الزبائن” فقط، مشكلة كبيرة لأنها تعني أنّنا لا نرى المشكلة بعد، ولا ندرك “الفرق” الحقيقي، وطالما كنّا غير قادرين على إدراك الفرق الحقيقي فلن نكون قادرين على التعلّم والاستفادة من تجارب غيرنا.
حضارة الغرب بالتأكيد أعمق من خدمة الزبائن، ومن أسسها سيادة القانون والمساواة والتعايش، أما التفاصيل التجارية فكلّها “فراطة”، فلا تفقد ايمانك بجدوى التحضّر اذا انتظرت طويلاً على خط خدمة الزبائن وتستنتج أنه “لا فرق” بيننا وبينهم. الحريّات واستقلال القضاء والإعلام ووسائل التعبير عن الرأي وتداول السلطة ونشاطات المجتمعات المحلية والتعليم ومراكز الأبحاث و… كلّها ممّا يجب ملاحظته لندرك الفرق.. ونتعلّم.. لمصلحتنا جميعاً.
شـاركـنـا رأيـك: