كلمة جديدة لعصام العطّار. أحترم خطاب العطّار خلال السنوات الثلاث الماضية. خطابه في مجمله وطني بامتياز وموجّه لجميع السوريين، ويضع سوريا وشعبها والمجتمع أولاً، بعيداً عن التحزّبات والانغلاق والاستقطاب. قلّة من السوريين استطاعت .الحفاظ على هذه المبادئ حتّى الآن.

التيّار الإسلامي ليس لوناً واحداً. فيه الكثير ممّن يحملون للشعب السّوري مشاريع حضارة وسلام . ولكن هناك من الإسلاميين من يريد أن يحتكر الخطاب الإسلامي في عباءته الطائفية والهمجية، كما أنّ هناك من غيرهم من يحاول تسليط الضوء على الخطابات الطائفية فقط ويضع كلّ الإسلاميين في خانة واحدة، ويرفض التمييز بينهم. كلا الصنفين السابقين يزيد في أوجاع سوريا والسوريين، عن حسن أو سوء نيّة.

فيديو الكلمة

نص الكلمة

بسم الله الرحمن الرحيم. هل انتهت سوريا؟

هل هذا هو مصيرنا، ومصير بلادنا، وأجيالنا. هل غدت سورية المجد والتاريخ والعروبة والإسلام أشلاء ممزّقة بين الأسد وداعش والأمريكان والرّوس وكل طامع مستغل؟ هل تركنا أهلنا وإخواننا المنكوبين داخل البلاد وخارج البلاد للموت والدمار وألوان البؤس والشقاء والعذاب؟

.أنا الشيخ المسنّ، المريض، العاجز، لا أقبل هذا الواقع بحال من الأحوال. أنا أرفض هذا الواقع بكلّ مقياس من مقاييس السماء والأرض والخلق الإنساني الكريم وأدعو إلى رفضه من جذوره بالعمل الجاد البصير، لا بمجرّد الدعوة والكلام.

نحن يا إخوتي وأخواتي، صنعنا لأنفسنا، بأنفسنا، واحسرتاه واخجلتاه، هذا الواقع الأليم الحقير. صنعناه بأهوائنا وأطماعنا، بصغائرنا وتفاهاتنا، بهربنا من مسؤولياتنا وواجباتنا، وترك مصائرنا بأيدي غيرنا من الأعداء والمستغلين.

يجب أن يقف هذا كلّه أيّها السوريون، وأن تأتلف قلوبنا وعقولنا وجهودنا جميعاً.. جميعاً.. بوحدةٍ صادقةٍ واعية، لنجد طريق الخلاص وبناء المستقبل المأمول.

أرجو أيها الإخوة السوريون أن تضمّوا أصواتكم إلى صوتي الضعيف في هذا السبيل. ولينصرنّ الله من ينصره، إنّ الله لقويّ عزيز.

والسلام عليم ورحمة الله

أخوكم عصام العطّار