يا دعاة التّسلّح اغربوا… إنّكم قومٌ تستعجلون


انقضّ عليه مجموعة من أرذال القوم فأبرحوه ضربا وأمطروه شتما واستهزاءً به وبحريّته المزعومة ثم غيّبوه وراء الشّمس… والآن قد خرج… جسده ممزّق… آثار قيود الحديد على معصميه ورجليه… ظهره مشويّ لا تستطيع تمييز اللحم من العظم…  يمضي في الشّوارع نحو ذلك الرّجل… الجو ملتهب والنّاس بين عشّاق للحريّة وبين زبانية الطّغاة ممّن قرّروا ابادة معارضيهم من أبناء وطنهم مهما كلّف الثّمن… نحو ذلك الرّجل… ألم يعدهم بمجتمع أفضل؟ ألم يعدهم بالنّصر؟ ألم يعدهم بالحريّة إن هم ثاروا؟…. اذا ليطلب منه الحلّ…

تكون مخطئا إن ظننت أنّ المكان هو سوريّة وأنّ الزّمان هو يومنا الحاضر… فالمكان مكّة… والزمان أربعة عشر قرن خلت… والشاب يدعى “خبّاب بن الأرتّ” والرّجل صاحب دعوة الحريّة والثّورة ضد ظلم الطّغاة يدعى محمّد عليه الصّلاة والسّلام.

تشابهت الأحداث، فالصّراع بين الظّلم ودعاة الحريّة قديم قدم وجودنا على هذه الأرض، و “التشبيح” صنعة الظّالمين مذ أشرقت الشّمس عليهم.

نعود لخبّاب، شابٌّ سمع بدعوة للحريّة بمفهومها الأوسع وبالثورة بمعناها الأروع فاستجاب ومضى، لقي أشدّ أنواع العذاب، كان يوضع على الحديد المحمّى فلا يطفئه إلا ما يسيل من ظهره عليه، واليوم ضاقت به نفسه وهو في طريقه إلى ذلك الرجل ومنتهى رجائه “الدّعاء بالنّصر”، أتاه فقال: يا رسول الله! ألا تدعو لنا، ألا تستنصر لنا، ألا ترى ما نحن فيه ، فقام عليه الصلاة والسلام مغضباً وقال: (إنّه كان فيمن كان قبلكم يؤتى بالرّجل فتحفر له الحفرة ويوضع فيها، ويؤتى بالمنشار على مفرق رأسه فينشر فلقتين فلا يردّه ذلك عن دينه، لكنّكم قوم تستعجلون، لكنّكم قوم تستعجلون ).

ولكن لماذا غضب وجلّ ما طلبه خبّاب دعوة بالنّصر؟ وأيّ ردّة فعل كان خبّاب ليلقى لو أنّه طالب برفع السّلاح مثلا؟! من الأكيد أنّه عليه الصلاة والسلام لم يغضب لأنّه يريد لأصحابه الآلام والعذاب، لعلّه خشي على أصحابه أنّهم يريدون النّصر دون أن يدفعوا الثّمن وقبل أن يكتمل التّغيير في نفوسهم فيأتي مشوّها، وهو يعلم كلّ العلم أن الثّمر اذا قُطف قبل أن ينضج لا يُستساغ طعمه ولا يُشتهى.

واليوم تتعالى بعض دعوات التّسلّح هنا وهناك، متعلّلة ببطش آلة النّظام وبارتفاع حصيلة الشهداء والمفقودين والمعتقلين وبامتداد أشهر الثّورة، وكأنّ رفع السّلاح هو الدواء لداء استعصى على صيحات الشعب “سلميّة… سلميّة”، أو كأنّه مفتاح باب النّعيم الذي اغلقته اغصان الزيتون بأيدي ثوّار درعا.

وهنا لا بدّ من طرح بعض الأسئلة على دعاة التّسلّح ليجيبونا عليها قبل أن يأخذونا إلى حيث لا نعلم ولا يعلمون…

من سيسلّح الثوار ولماذا سيسلّحهم؟ من سيدفع الفاتورة وكيف سيدفعها؟ ألن تكون مقدّمة انتداب جديد بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى؟ اذا انتصرت لوحدك كانت لك فرحة النصر وحدك، أمّا اذا شاركك غيرك المعركة كان شريكك في النصر وفي الغنيمة، ولربّما سعى لأن يستأثر بها وحيدا.

من يضمن أن لا نرفع السّلاح بوجه بعضنا البعض في المستقبل؟ من يضمن أن لا نتحوّل لمدن مربّعات أمنية لكل عصبة أجهزتها ومخابراتها وأمنها؟ من يضمن أن لا تشتعل أعمال الانتقام والثأر والغاضبون يمسكون الأسلحة بأيديهم ويقفون على بركٍ من دماء؟

من سنسلّح تحديدا؟ هل سنسلّح كل من مدّ يده لحمل السّلاح؟ هل سنسلّح أبناء مناطق معيّنة ونترك مناطقا أخرى؟ هل سنسلّح أبناء طائفة ما ونترك أبناء طائفة أخرى؟ ألا نكون بذلك نؤسس لحربٍ أهليّة نعلم بدايتها ولا نعلم نهايتها ويذهب ضحيّتها المدنيّون والأبرياء؟

ماذا ستكون مهمّة الثوّار؟ مواجهة الجيش؟ مواجهة الأمن؟ ألا يوجد في الجيش أبناؤنا واخوتنا وجيراننا وأصدقاؤنا؟ ماذا اذا اختبأ الجيش والأمن في الحارات والمشافي والمدارس والأبنية؟ هل سنتبادل قصف الأبنية بمن فيها؟

متى نتوقّف عن القتال؟ هل برحيل اشخاص معيّنين؟ وهل نكون بذلك حقّقنا مُرادنا وأسّسنا الدّولة المدنيّة؟ أم بإبادة كل من ساندهم فنحوّل بلادنا لمزرعة يُذبح فيها البشر بدون حساب؟ كيف نعاود جمع الأسلحة من أيدي الشعب بعد انتهاء المعارك؟ كيف نعيد تأهيل كل أولئك الذين شاركوا حمل السّلاح وإراقة الدّماء؟

هناك اعداد متزايدة يوميا من المؤيدين ممّن ينفضّون عن القاتل بعد أن رأوا فظائعه التي لا تحتمل التّأويل، ألن نخسر الجميع اذا وضعناهم في مرمى بنادقنا؟ ماهي الخيارات التي نتركها للجندي الذي يجد رصاص “الثوّار” ينصبّ عليه سوى أن يبادلهم اطلاق النّار؟ كيف سيتصرّف من سنتركهم أمام خياريّ “قاتل أو مقتول”؟

لم لا ننظر بعينٍ ايجابية لما يجري اليوم؟ السّلميّة تفجّر طاقات الشعب وابداعاته، وهذا نراه جليّا في الدّعوات التي ينظمّها الشّباب يوما بعد يوم، فتارة اجتماع بقمصان بيضاء، وصلاةٌ من أجل سوريّة، واطفاء اضواء المنازل، واطلاق “بالونات” الحريّة، وكرات الحريّة، وابداعات في حمص وحماة وهنا وهناك لا حصر ولا عدّ لها، أغانٍ وأهازيج وأشعار وكتابات ومدوّنات وتمثيليات قصيرة وأفكار ومجموعات ونقاشات ودعوات وطُرف ورسومات… ما مصير كلّ هذا تحت اصوات المدافع والقصف المتبادل؟ لم نريد اسكات الجميع وندع الكلام للرصّاص؟

لا لن نرفع السّلاح، لن نرفع السّلاح وفي الجيش أهلنا وأحبّتنا، لن نرفع السّلاح لنتبادل اطلاق الرّصاص في حاراتنا، لن نرفع السّلاح لنقتل أنفَسنا بأنفِسنا، لن نرفع السّلاح لنقتل ما تبقى من انسانيّتنا.

إيّاك أن تأخذك الحميّة وتتوه بصيرتك فتظنّها كيوم بدر، معركة بدر جاءت بعد خمسة عشر عاما من التّعذيب والصّبر والسّلميّة، جُوّعوا فيها وحُوصروا وسُجنوا وعُذّبوا وقُتلوا وبعد أن أصبح هناك معسكرين واضحين ولونين متمايزين تقابلا خارج المُدن وبعيدا عن المدنيّين، اليوم الوضع مختلف كليّا، لسنا بحالة مواجهة بين معسكرين في الصّحراء والخصوم اليوم يعيشون في بيتٍ واحد والألوان ليست أبيض وأسود وإنّما درجات غير منتهية من الرّماديّ.

أنا أكتب هذه الكلمات ولست مصابا بطلق ناريّ ولا تغطّي جسدي آثار التعذيب، أعلم هذا كلّ العلم وأعلم أن هناك من ذاق ويلات العذاب والاضطهاد، ولكنّ الحلّ لا يكمن بأن أستغلّ عذابات المقهورين فأدفعهم إلى مزيدٍ من الألم والدّمار، بل أن نصوّب بعضنا البعض. لا ينكر أحد منّا وجود حالات فرديّة هنا وهناك رُفع فيها السّلاح، فلن نستطيع ضبط الملايين وخصوصا في الأرياف ممّن يتعرّضون لحملات قمع وحشية تطال أعراضهم وأملاكهم، ولكن الخطر أن تتحوّل الحالات الفردية إلى استراتيجية أساسيّة للشعب، وأن تتحوّل بنادق الصّيد لمدافع ومضادات للدّروع.

صبرا فإنّما النّصر صبر ساعة، ولعلّنا نعرف جميعا فضل “سلميّة” خبّاب ومن معه ونهجهم السّلميّ في اسلام عمر بن الخطّاب الذي أعز الدّعوة الجديدة وأتباعها المستضعفين، فبعد أن دخل عمر على اخته وزوجها وسمع تلاوتهما للقرآن ضربهما فسالت دماؤهما وخرج إليه خبّاب قائلا: والله يا عمر، إنّي لأرجو أن يكون الله قد خصّك بدعوة نبيّه،  فإنّي سمعته أمس وهو يقول: “اللّهم أيّد الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطّاب”، فاللهَ الله يا عمر… فلم يحتمل عمر منظر الدّماء التي أسالها على وجه اخته وزوجها وكلمات خبّاب الرّقيقة ودعاء الرّسول اللطيف فقال عند ذلك: “فدلّني يا خبّاب على محمدٍ حتى آتيه فأسلم”

السّلميّة هي التي تليّن القلوب فتجذبها، وتجلو كدر العقول فتقنعها، هي التي تجذب عتاة أعدائك ليصبحوا جدرانا تتّكئ عليها اذا تعبت، هي التي اتّبعها أنبياء الله ورسله، موسى وعيسى ومحمّد عليهم صلوات الله وسلامه، هي التي لا تعينك على أن تهزم عدوّك فحسب، بل على أن تنتصر على كلّ عيوبك، هي التي لا تزيل ديكتاتورية فحسب وتترك الباب مفتوحا على مصراعيه لقدوم دكتاتوريّة جديدة… بل تزيل الديكتاتورية وتؤسس لدولة مدنيّة استحقّها شعبٌ زرع فصبر فحصد، وتجذّرت الحضارة في نفسيّته وعقليّته وثقافته.

About Ibrahim al-Assil إبـراهـيـم الأصـيـل

Ibrahim al-Assil is a Syrian political analyst and civil society activist who serves as a resident fellow at the Middle East Institute. He is also a director at the Orient Research Center-DC Office. His work focuses on the Syrian conflict with an emphasis on different aspects of security, civil society, political Islam, and political economy. Al-Assil is the president and a co-founder of the Syrian Nonviolence Movement, an NGO formed in 2011 to promote peaceful struggle and civil resistance as a way to achieve social, cultural, and political change in Syrian government and View all posts by Ibrahim al-Assil إبـراهـيـم الأصـيـل

24 responses to “يا دعاة التّسلّح اغربوا… إنّكم قومٌ تستعجلون

  • محمد يسر شحادة

    كلام جميل اخي الفاضل أضف الى ذلك: بماذا سوف نتسلح بمضادات دروع ام بمضادات طائرات.
    اضف الى ذلك: ان الغرب عندما تسنح له فرصة لافراغ مستودعات سلاحه من سلاح متراكم منذ الستينات والسبعينات فانه يجد بذلك فرصة رائعة. وخاصة استخدام القذائف الخارقة للدورع المصنوعة من اليورانيم المنضب وهي قذائف عادية لاتختلف بمنظرها عن القذائف التقليدية ولكن اثر الغبار الشعاعي الصادر عنها يبقى بعمر نصفي 5000 سنة . نعم انت لم تخطئ في قراءة الرقم هي خمسة الاف سنة. وانظرو ماذا حل في العراق في المناطق التي استخدمت فيها هذه الاسلحة . سرطان عند معظم الشعب واكتر من 90% من حالات الولادات الجديدة مشوهة. اخيرا السياسة لاتعرف الاخلاق. والغرب لم يكن ولن يكون ألا عدوا لنا . اولم يكونو هم من ساندو هذه الدكتاتوريات وهم من صنعوهم.
    اخي لاتكن كالمستجير من الرمضاء بالنار.
    محمد يسر شحادة

    • إبـراهـيـم الأصـيـل

      شكرا جزيلا أخي محمد على مرورك وعلى اضافتك لهذه المعلومات، وكما ذكرت ” اولم يكونو هم من ساندو هذه الدكتاتوريات وهم من صنعوهم”، وهم لن يترددوا ابدا بصناعة ديكتاتوريات جديدة ما دامت تحفظ مصالحهم في المنطقة.

  • najwa

    يسلم فمك! أوافقك تماماً, اقترح بنشر التدوينة في موقع الندسة على سبيل المثال..يسلم فمك!

  • najwa

    أقصد موقع المندسة :)

  • ابن الشام

    بس كمان السلمية المثالية الطوباوية غير منطقية، كيف بدك تنهي الموضوع فهمني ؟

    و للأسف الناس مصرة بس على التظاهر دون استخدام أي طريقة للدفاع عن النفس !!
    لك بمصر حرقو مقرات الأمن و الحزب الحاكم !! و نحنا عنا كلو بضربك مثاليات.

    شو عم تستنى؟ المشكلة إذا ما صار كبح للامن بشي طريقة منكون عم نجر التدخل الخارجي جر.
    و إذا انت مالك رضيان روح شوف تصويت الجزيرة عن موضوع التدخل العسكري.
    و شوف أديش في عالم بدها تتسلح. كل يوم في عالم عم تنتقتل و تنصاب.

    حاج توزعو مثاليات

  • إبـراهـيـم الأصـيـل

    اخي الحبيب “والغاضب :)”، سأجيبك على اسئلتك وأرجو ايضا ان تعود ايضا وتجيبني على كافّة الاسئلة المذكورة في التدوينة، فأنا لم أذكرها من باب “توزيع المثاليّات” وإنما لنتناقش ونتأكد أننا نسير في الطريق الصحيح.
    لسنا أوّل شعب يبدأ ثورة سلميّة، وهناك في التاريخ العديد من الثورات التي انتصرت (أرجو قراءة احداث السلفادور 1944)، احراق مقر حزب شيء واستخدام الاسلحة الثقيلة والكتائب المنظّمة شيء آخر. وبالنسبة لتصويت الجزيرة ذكرت أنه لا يمثّل الشعب السوري لأنه مفتوح للجميع وخصوصا الشعوب العربية المتعاطفة التي ترى أن علينا نسخ التجربة الليبية (رغم الاختلافات الجذرية بين الحالتين) وأيضا السؤال في التصويت عام ويسأل عن التدخل الخارجي دون الاشارة اذا كان المقصود بالتدخل العسكري أو السياسي أو الاعلامي أو….
    أعتقد أنّنا تناقشنا منذ قليل في مكان آخر وأرجو منك أن تجيب على الاسئلة المذكورة في التدوينة.
    مع الاحترام،

  • مندس الأتاسي

    أسلوبك رائع وطريقة طرحك عبقرية لكن لماذا نفترض دائما وجود خياران إما دولة علمانية غربية أو إسلامية سلفية لماذا نضع خيار تسليح حمل السلاح أو غصن الزيتون لماذا لا يكون هناك خيار ثالث ورابع لماذا تعودنا أن ندور وندور في دوائر مغلقة.
    مثلا موضوع الدفاع عن النفس لا يمكن لإنسان عنده عقل أو ضمير أن ينكره على أحد أي أن من يتعرض مباشرة لتهديد يهدد حياته أو عائلته يحق له الدفاع بكل الوسائل المتاحة ولكن أن يطبق ذلك على عموم الشعب كي يستبقوا الخطوة ويحملوا السلاح هذا أمر خطير على مسار الثورة لأنه سيؤدي لإبادة الشعب وليس الثورة، لنعود إلى (( لكن )) هناك خيارات أخرى لمواجهة هذه القوة العسكرية التي نواجهها بصدورنا العارية والتي في طريقها لستحرق كل أشجار الزيتون، الحل المنطقي هو أن نركز على شرعية السلاح ولا نحيد هذا الخيار لأن نفس النظام طويل وما نشهده على الأرض يدل على أن هذا النظام لن تسقطه أشجار الزيتون وشرعية السلاح تكمن في تنظيمه العسكري الذي يمكن أن يتم من خلاله السيطرة عليه وهذا الخيار هو الجيش المنشق وأيضا الحصول على دعم دولي حتى لا ينقلب المجتمع الدولي ضدنا.
    هذا حل ثالث مثلا

  • Metwasem

    بوقته ابراهيم!

    تتوق الشام لصولاتك بين إخوانك
    فمنا من يتوسم خيرا بأهليتك في ترشيد الحراك على الأرض
    لا تتأخر عالبلد

  • NationalityZero

    تدوينة هامة جداً في وقت يبدوا أن “نجاح” التجربة الليبية بدأ يغري بعض الذين لم يروا بعد الجانب المعتم من الحرب الليبية وخاصة فيما يتعلق بأعداد القتلى إن كان من جانب الثوار أو من الجانب الآخر.
    ومن ذلك 4000 قتيل خلال عملية طرابلس وحدها، والتي دامت أقل من ثلاثة أيام. فهل أنتم مستعدون لتحمل فاتورة بهذا الثقل يا إخوتي ممن تعتبرون حمل السلاح خياراً؟
    قد يكون صحيحاً أن القذافي انتهى… ولكنه انتهى كسلطة ليس إلا، حتى الآن على الأقل. بينما هو ما زال قادراً على تمويل أعمال تخريبية قد تستنزف ليبيا في دوائر من العتف لعشرات السنين لأن القوات المسلحة الجديدة والتي خلقتها الثورة لن تكون قادرة على ردع عمليات من ذلك القبيل كما أنها لن تكون قادرة على السيطرة على حدود ليبية الممتدة لأن تلك القوات وببساطة تتكون من قليل من الخبراء العسكريين وأغلبها من الناس الجدد على التسلح. وهنا يكمن الفرق ما بين التغيير السلمي الذي يحافظ على أجهزة ومؤسسات وآليات عمل الدولة من جهة وبين التغيير العسكري الذي يهدم كل شيء ويتطلب البناء من تحت الصفر.

    ولكل من لم يؤمن بإمكانية التغيير السلمي أدعوكم إخوتي إلى مشاهدة الفيديو التالي الذي يغطي أمثلة على تغيير سلمي من كافة القارات.

  • سورية العذراء.

    السلام عليكم….. أفكار جملية جدا… وكأنها تخرج من عقولنا في هذه الكلمات…
    وأضيف أن الشارع منقسم بشدة في هذه الفكرة … بالتالي فإن ليس جميع المتظاهرين (الذين تعتبر أعدادهم لا تزال صغيرة نسبيا في سوريا) سيحمل السلاح … وهذا سيؤدي إلى ضعف وخلل في التطبيق الفعلي للكفاح المسلح إن تم…

  • حارثة

    عظيمة عظيمة، سلمت يداك وسلم قلمك، حتى لو اضطررنا اضطراراً إلى عسكرة الثورة في مرحلة ما في المستقبل فلا يزال الوقت مبكراً جداً، إن سلمية الثورة كان السلاح الأعظم الذي انتزع من تحت أرجل النظام قاعدة التأييد الشعبي التي كان يرتكز عليها، ولكن هذا الطريق -على الرغم من أن الثوار قطعوا فيه أشواطاً- لا يزال فيه بقية طويلة عليهم أن يصبروا عليها ويتواصوا بالصبر
    نفع الله العباد بمقالتك

  • نور الشام

    ما هذا المنطق الاقصائي …” اغربوا” ليس مقبولا ان يقال للسوريون هكذا كلمه… نحن شركاء في الوطن وماحدا بده “يغرب” من الان فصاعدا جميع السوريون سوف ” يشرقون” و يشرفوننا و يشرفون وطنهم.

    واذا اختلفنا معهم في الرأي نناقشهم ولا نقصيهم اليس هذا ما قامت من اجله الثورة لتكون سورية لجميع السوريين النظام يقول للثوار اغربوا و الثوار كمان بقولوا لبعضهم هيك!!! … واذا كنت من الداعين لاستخدام نهج اللاعنف فاول بند فيه ان يكون لديك خطاب جماهيري يشمل اطياف الوطن… مو الي معك بالراي امنيح و الي مو معك ” اغربوا”ا ن الداعين للتسلح لهم وجهات نظر يجب ان ينظر لها و ان يكون النقاش مفتوحا بين الطرفين و الحجه بالحجه.. الجميع هنا خائف على الوطن ولكن لا داعي لاتهام الاخرين الثورة في سورية في خطر واذا فشلت الثورة لا سمح الله فستكون مجزرة حماة جديده ولكنها ستمتد على كل ارض الوطن و الجميع يعرف هذا …. لقد تحول المسلمين في عهد الرسول ص من الدعوه السلمية الى الكفاح المسلح و لكن المهم ان نقرر مدى الحاجة لهذا التحول و متى هي اللحظه الحاسمه له…

  • Sam Mahd

    اشاطرك الراي واوفقك على سلمية الثورة ولكن
    هل تعتقد ان السلمية وحدها هي الحل؟
    هل سيسقط النظام بمجرد السلمية؟
    لو بقيت الثورة إلاف السنين سلمية فلن ولن يسقط النظام، الا بمعجزة إلاهية
    فلو ترك القذافي وجراء الاسد يقتلون الشعب لافنوه عن بكرة ابيه ولبقيوا على الكرسي يحكمون جماجم الابرياء ولو ندد العالم كله وشجب راستنكر واسقط الشرعية آلاف المرات
    السلمية هي مرحلة اولى لابد منها وكذا كانت دعوته صلى الله عليه وسلم ، ولكن كان لابد من المواجهة وحمل السلاح وهنا كانت غزوة بدر وما تلاها.
    او ليسا لنا في القائد والمربي أسوة حسنة
    لابد من التسلح ومواجهة الظلم كمرحلة ثانية، ولكن من يتسلح؟
    وكيف؟
    الجيش هو الاجابة والحل بعد الله، فنجاح الثورات كان -بعد الله- لحيادية الجيش وعصيانه الاوامر بالقتل وسحق الشعب.
    لذا لابد من تامين الملاذ الآمن والغطاء الجوي للمنشقين عنه تحت مسمى لواء الضباط الأحرار، فمنه سيكون الانطلاق لاسقاط الطغمة الباغية بإذن الله. وتأكد ان معظم الجيش ان لم يكن كله سيكون تحت هذا اللواء الا بعض المرتزقة وفلول جيش المهدي وفيلق غدر وحزب اللات، وهؤلاء منبوذون سلفا وسيحاسبون حسابا عسيرا.
    الكل يملك السلاح في سوريا، ولكن لا يتجرأ احد على رفعه لوعيه وعلمه بما يترتب على ذلك.
    الفوضى تعم عند غياب الامن وكثرة الفساد وليس بسبب السلاح، فالسلاح وسيلة وليس سبب او هدف.

  • Noura Sheikhalzoor

    تدوينة رااااائعة بمعنى الكلمة, وكأنها تتحدث بلسان حالنا لتقول للسوريين في الداخل والخارج ستبقى ثورتنا سلمية لأن قوتنا في سلميتنا..
    نشرت هذه التدوينة على صفحتي على الفيس بوك, ولكم أرجو أن يكون لها الأثر في قلب كل سوري حر ثائر..
    للتصويت لهذه الجمعة , 2-9, صوتت لاسم: سلميتنا ستهزمكم, لأننا نريد التأكيد على السلمية, سنبقى نرفع الورود أمام دباباتهم وأسلحتهم..

  • أيمن

    طيب خليها سلمية و خلي الناس تُقتل أثناء التظاهر من أطفال و شباب و نساء و خلي العناصر العسكرية يلي ما عم تنفذ أوامر النظام بإطلاق الرصاص تقتل كل هدول شهداء مو مشكلة ، و الشهادة شرف كبير مع العلم أن من يقوم بالقتل عناصر الأمن بلباس الجيش و عصابات التشبيح أيضاً بلباس الجيش و من طائفة واحدة فقط ، خير إنشاالله … بس شو نعمل أثناء مداهمة البيوت لترويع الأمنين و إعتقال الناس و قبل الخروج من البيوت التي يتم مداهمتها يقوم المجرمون من عصابات النظام بإغتصاب النساء أمام أزواجهم أو أبناءهم أو أخوتهم ؟؟؟؟ هادا عرض هادا شرف مو لعبة يا أستاذ إبراهيم و هاد أسموا بمصطلح القمع تطهير عرقي ، إذلال ، كسر عين ، و هاد يا أخي الكريم لا يمكن السكوت عنه و هاد يا أستاذ إبراهيم لا يمكن أن يقابل بالسلمية هاد بدو عصيان مسلح

  • أحرار

    مقال رائع و جميل، و نرجو التعاون

    تم نشره على موقع أحرار مع وضع الرابط الأصلي للمقالة.
    http://ahrar-syria.com/archives/1510

  • Kinaniyat

    تسلم إيدك إبراهيم، تدوينة رائعة بالفعل.
    بعد كل ما ذكرت أحب أن أضيف أن الثورة المسلحة في سوريا ستقودنا إلى تقسيم سوريا إلى الأبد إلى قسمين على الأقل.
    أعتقد أن مستوى الدفاع عن النفس الذي تستخدمه الثورة حالياً هو في المستوى الصحيح.
    وأخيراً أقول انه عندما تكتب ألف كلمة ويجانبك التوفيق في واحدة منها تكون قد أبدعت. أنا كنت أفضل لو اخترت كلمة غير “اغربوا” مثلاً “اصبروا”

    بالتوفيق، أخوك المحب كنان

  • سوري يكره الكذب

    أنا لست ممن يدعون إلى حمل السلاح وخصوصا الآن, ولكنني ضد الصياح فقط في وجه الدبابة والرشاش والبندقية, هل اخترق الصوت يوما الحديد, نعم قد يثقب طبلة الأذن أو حتى يكسر الزجاج لكنه أبدا لن يقهر الآلة لأن صوت الآلة أعنف من صوت الحنجرة, مثالك عن خباب أبكاني, حمل الزجاجات الحارقة والحجارة ومهاجمة مرتزقة العصابات الأسدية هو الحل الناس تعرف أين هم وأين يتجمعون ومهاجمتهم قبل أن يهاجمو هو فريضة لأن غايتهم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق, مهاجمة المقار الأمنية وحرقها عن بكرة أبيها ليس ضد السلمية إنه دفاع مشروع عن النفس . دبابات وطيران وجيش حافظ الأسد لم تأتي بانقلاب لتعيد لنا السلطة على طبق من ذهب, أنا أيضا ضد ماتنادي به من دولة مدنية, وضد كل من ينادي بوصف ويطلق عليه المثالية أو أنه هو الحل المنشود, لاياصاحبي من ضحى هو من سيقرر مايؤول له الحكم ومن دافع بدمه وماله وعرضه هو من سيصوت لقانون بلاده الذي ضحى من أجله, قانون الوصاية الذي توحون به بين الفينة والفينة مرفوض وهو بالضبط القانون الذي أوصل حثالة مجتمعنا إلى قيادته تحت مسميات التقدمية والعلمانية والليبرالية, وأعود لأقو لو كان إعادة هذه الخيارات إلى الساحة السياسية السورية بعد نجاح الثورة (إن شاء الله) هي خيارات الأغلبية فسأبصم بالعشرة, أما الآن فل ننته من الطغاة أولا

  • بلال

    مدونة رائعة وأنا مع جميع الآراء لأن الجميع لديهم وجهة نظر فالضغوط التي توجه على طائفة محددة او منطقة محددة او جماعة محددة قد لاتواتوجه الى احد آخر ونرجو من جميع مفكرين ومثقفين سوريا ان يتخذو موقف واحد موحد بوجه الظلم وعلناً لنصل مع بعضنا لبلدنا الذي نحلم به منذ سنين مضت فهذه هي الفرصة الأخيرة لدى جميع الشعب السوري فأما ان نكمل ما بدأه الشعوب الأخرى من ثورات وننهض بأمة عربية حقيقية بقيادة ارادة الشعب وأما ان نكون مقبرة الثورات العربية لآن اعداء العرب ينتظرون هذه الفرصة ليحكمو سيطرتهم على بعض الشعوب

  • hussam

    في شغلة كتير هاامة اذا صارت مسلحة الله لا يقدر من وين حنجيب سلاح

    من ايران او صين اويمكن روسيا او من عند المالكي اوحزب الله

    جميعهم حلفاء للنظام للعضم و مستئتلين لانقاظو

    مافي امامنا سوى الصبر ونصر قريب بإذن الله

  • laila islam

    اخوتي الأحبة هذه مناقشة هامة وسوف تعلي من مستوى الفكر الشعبي وأقول للأخ أيمن إذا كنت خائفاً على الناس من القتل في المقاومة السلميةفسوف يقتل أضعاف أضعافهم بعد التسلح ناهيك عن الآثار الأخلاقية والبيئية التي تدوم مئات السنين هل تحب يا أخي أن تنتصر في جولة لا تدري مابعدها ثم تنجب أطفالاً وأحفاداً مشوهين خَلقاً وخُلُقاً؟ ثم إن التجربة المصرية والليبية مازالتا في أولهما فلا يصح الحكم عليهما أو الاقتداء بهما فضلاً عن اختلاف المعطيات بيننا وبينهم اختلافاً جذرياً, فالحالة عندنا تحتاج إلى دراسة تاريخية وواقعية كي نستطيع أن نخطط لمستقبل مستقر نوعاً ما..ولا ننسى بعدُ التغيير من الداخل كي يعيننا الله على التغيير من الخارج (ليس الخارج أمريا واوربا ولمن ما يحيط بنا)وبعد كل ما قلت فإننا لا نريد أن نلوث قلوبنا ونريدها سليمة كي ننتفع بها يوم القيامة بإذن الله

  • waled

    كلام جميل ورائع ومثبت وصحيح ومؤكد ولا يستطيع أحد أن ينكر ما قلته ووووووو…….الخ ولكن أخي العزيز ألا ترا أنهم قد صبرو قبل هجرة 13 سنة وهم في مجال الدعوة وهم يصيبرون ويصابرون ال يجب عليك أن تذكر أيضا كم من الزمن الشعوب تصبر على عدم حمل السلام وعدم فعل اي شيء يخالف الحكم الشرعي في حمل السلاح وقتلهم في محاربة الفاسدين من الظلام لبعض الابرياء . الم يأني الاون لرفع السلاح ولماذا لا تكون ثورة بلاد الشام أن تكون بمثابة هجرة النبي الى المدينة وتاسسيه للدولة بمثابة انتقال الشعب التونسي من الظلم الى الحرية بغض النظر عن التفصيل عن الوضع الحالي بتونس الان وتحرر الشعب الليبي وتحرر الشعب المصري وماذا نرا منهم من بطولات يرفع بها الراس .. هي هذه الثورات وانتقال الشعوب من الظلم الى الحرية هي نفسها انتقال وهجرة النبي واصحابه من الظلم والى الحرية والجهاد ضد الكفار .. تعليقي لكي توضح ليي هذه الفكرة وليست مناقضة لما قلته وجزاك الله كل خير

  • إبـراهـيـم الأصـيـل

    شكرا لكم جميعا على آرائكم الطيبة سواء من وافقني الرأي او خالفني.

    أود التأكيد على نقطتين:

    الأولى أن هناك دائما استثناءات وانا لا اطلب ممّن يواجه الاعتداء على بيته أو عرضه بالسكوت فهذا امر غير منطقي وترفضه الانسانية أصلا، ومن مات دون ماله أو عرضه فهو شهيد… نحن نتحدث عن توجه الثورة العام والاستراتيجي، أن يكون مسلحا أم أن يكون سلميا.
    وبالنسبة للدفاع عن النفس في الشارع ايضا في وجه آلة القتل فثورة الحجارة في فلسطين لا تلغي سلميتها مثلا.

    الثانية أن هناك فرق بين الاقصاء وبين ابداء الرأي والدفاع عنه والتسويق له، احترام الرأي الآخر لا يعني التماهي معه، لك أن تقول رأيك بحرية وأن ترفض من تشاء وتنتقد من تشاء ما دام ضمن حدود الأدب، وأنا لم أخوّن أحدا ولكن من حق الجميع أن يحبّبوا الناس بأفكارهم وأن ينفروهم من الأفكار المعاكسة.

    مع الاحترام،

Leave a reply to Metwasem Cancel reply